كشفت مصادر مطلعة، الثلاثاء، عن الطريقة التي تمكنت واشنطن بها الوصول إلى مخبأ ومكان اختفاء زعيم تنظيم القاعدة السابق، أيمن الظواهري.
وأوضحت المصادر أن “ذلك جاء عبر الاستفادة من كاميرا مراقبة وضعتها شركة أفغانية خاصة قرب مكان تواجده”.
والظواهري جرى اغتياله بطائرة أمريكية مسيرة قرب كابول في أواخر يوليو/تموز الماضي وهو العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2011 التي استهدف أبراج التجارة العالمية في نيويورك.
وأفصح مصدر مطلع على مقتل الظواهري في حديثه لموقع صحيفة “إندبندنت” البريطانية بالنسخة الفارسية، الثلاثاء، أن “طالبان قامت باعتقال عدد من كبار الموظفين في شركة خاصة بتهمة التعاون مع الولايات المتحدة في الكشف عن مكان وجود الظواهري”.
كاميرا مراقبة
وبين المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لحساسية المعلومات، أن “طالبان توصلت إلى قناعة بأن الولايات المتحدة تمكنت من مراقبة أيمن الظواهري باستخدام بيانات شركة (إيه سي جي) وهي شركة أفغانية خاصة”.
ويقول المصدر: “إنه تم تركيب كاميرا (سي سي تي في) لشركة خاصة (إيه سي جي) قرب مقر إقامة زعيم القاعدة السابق في كابول، وكانت ذريعة الشركة أنها تريد مراقبة موظفي الشركة أثناء دخولهم وخروجهم من مبنى الشركة”.
وبحسب المصدر، فإن “طالبان تعتقد أن وكالة المخابرات والأمن الوطنية الأمريكية (سي آي إيه) تمكنت من مراقبة أيمن الظواهري باستخدام بيانات شركة (إيه سي جي)”.
ولفت إلى أن “محمود شاه حبيبي، رئيس هيئة الطيران المدني المستقلة في عهد حكومة أفغانستان السابقة، وشخص يُدعى أكرم، هما أيضًا من بين المعتقلين”.
وبين أن “حبيبي كان مديرا لشركة (إيه سي جي) الخاصة وفتحت طالبان قضية تجسس ضده وقضيته الآن معقدة”.
ومحمود شاه حبيبي يحمل الجنسية الأمريكية بالإضافة إلى الجنسية الأفغانية، وفق المصدر.
وذكر أحمد شاه حبيبي، شقيق محمود شاه حبيبي، في حديث سابق لـ”إذاعة صوت أمريكا” الفارسية، أن “طالبان اعتقلت شقيقه في 10 أغسطس/آب الماضي دون أن يرتكب جريمة”.
وبين أن “الأشخاص الذين جاءوا إلى باب منزل شقيقه في منطقة (ستة داريك) قدموا أنفسهم بأنهم عناصر طالبان”.
فيما قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إنه يحقق في اختفاء “محمود شاه حبيبي”.
وبحسب المصدر الذي تحدثت لصحيفة “إندبندنت”، فإن “طالبان تحاول التحقيق والاستجواب مع جميع العاملين في هذه الشركة الخاصة، ولهذا السبب فقد عاش بعض هؤلاء الموظفين حياة سرية”.
ولم ترد حتى الآن معلومات عن مصير موظفي هذه الشركة المحتجزين في سجن تحت سيطرة حركة طالبان في العاصمة كابول.
وفي 30 يوليو/تموز الماضي، قُتل أيمن الظواهري، بعد تعرضه لهجوم بطائرة مسيرة أمريكية في منطقة شيربور الدبلوماسية بمدينة كابول.
وأثار وجود الظواهري في قلب العاصمة الأفغانية تساؤلات حول تعهد طالبان بعدم إيواء الإرهابيين، ولم تقبل طالبان مقتل الظواهري في كابول.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم جماعة طالبان، في أعقاب إعلان مقتل الظواهري، إنه تم تشكيل فريق للتحقيق في مزاعم مقتل الظواهري في هجوم بطائرة مسيرة، لكن لم يتم العثور على أي علامات على وجود زعيم القاعدة السابق بذلك الوقت في كابول.
تشديدات أمنية بشيربور
وبعد هجوم الطائرات المسيرة على منزل أيمن الظواهري، وصل تواجد قوات طالبان في منطقة “شيربور” إلى أعلى مستوياته، ولم تسمح طالبان للمراسلين ووسائل الإعلام بالاقتراب من المكان الذي قتل فيه زعيم القاعدة السابق.
ويُعرف أيمن الظواهري بأنه المنظر الرئيسي للقاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 على أبراج التجارة العالمية في نيويورك، وبعد مقتل أسامة بن لادن، زعيم ومؤسس القاعدة، في مايو/أيار 2011، تولى قيادة تنظيم القاعدة.
وتمكنت حركة طالبان العام الماضي من الإطاحة بالحكومة الأفغانية السابقة التي كانت تحظى بدعم الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وخلال هذه الفترة، ازداد القلق من اتساع نطاق أنشطة الجماعات الإرهابية في هذا البلد، وخاصة تنظيمي داعش والقاعدة.
المصدر : العين الإخبارية