
أشرفت وزيرة الوظيفة العمومية والعمل، وزير الصحة وكالة، السيدة مريم بيجل هميد، ومعالي وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، السيدة صفية انتهاه، اليوم الثلاثاء في نواكشوط، على افتتاح ملتقى تقني تحت شعار “توسيع نطاق تغطية الضمان الاجتماعي في شمال إفريقيا من خلال الامتثال والرقمنة”.
وتهدف هذه التظاهرة، المنظمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين الصحي، والصندوق الوطني للتضامن الاجتماعي، بالتعاون مع مكتب الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي لشمال إفريقيا، إلى تبادل الخبرات والمهارات في المجالات ذات الصلة لتعزيز أداء هذه المؤسسات.
وفي كلمة لها بالمناسبة، رحبت معالي وزيرة الوظيفة العمومية والعمل، وزيرة الصحة وكالة، باستضافة هذا الملتقى التقني للجمعية الدولية للضمان الاجتماعي، الذي يدوم يومي 16 و17 ديسمبر 2025.
وقالت إن موضوع هذا الملتقى الذي يتطرق إلى إشكالية استخدام الرقمية لضمان الالتزام بالقوانين، بشكل أفضل وأكثر كفاءة داخل أنظمة الضمان الاجتماعي، يكتسي أهمية استراتيجية كبيرة، إذ يشكل هذان المجالان ركيزتين أساسيتين لفعالية أي نظام ضمان اجتماعي واستدامته المالية، مبينة أنه من دون تسجيل شامل للعمال وأرباب العمل، ومن دون مستوى عال من الامتثال للالتزامات الاجتماعية، لا يمكن تحقيق توسعة حقيقية للتغطية، ولا توفير حماية فعالة للحقوق الاجتماعية.
وأضافت أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للتأمين الصحي يلعبان دورا محوريا في تنفيذ هذه التوجهات، لافتة إلى أن هذه الاصلاحات تهدف إلى تعزيز قدراتهما المؤسسية وتطوير الإجراءات الجارية لتمكينهما من تقديم خدمات أكثر فعالية وقريبة من المؤمنين والمؤمن عليهم، وبشكل أكثر نجاعة.
وأكدت على الأهمية التي توليها الحكومة للتنظيم المنتظر للمنتديات العامة للضمان الاجتماعي الذي سيكون محطة بارزة للحوار الاجتماعي وسيشكل بداية لإطلاق تفكير جماعي وشامل حول الإصلاحات الكبرى لمنظومة الضمان الاجتماعي، مبرزة أهمية مساهمة الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي حيث تشكل المعايير الدولية مصدر إلهام لمواكبة الإصلاحات التي باشرتها البلاد.
ومن جهته رحب المدير العام للصندوق الوطني للتأمين الصحي “اكنام”، السيد محمد محمود ولد جعفر، بالحضور المشاركين في دورة 2025 للملتقى الفني السنوي الذي ينظمه الصندوق الوطني للتأمين الصحي، والصندوق الوطني للتضامن الاجتماعي، بوصفهما عضوين للرابطة الدولية للضمان الاجتماعي، موضحا أن هذه الدورة منظمة تحت شعار “توسيع نطاق تغطية الضمان الاجتماعي في شمال إفريقيا من خلال الامتثال والرقمنة”.
وأضاف أن عدد المنتسبين للصندوق الوطني للتأمين الصحي ارتفع منذ تولي فخامة رئيس الجمهورية الحكم سنة 2019 بنسبة 127% بعد إدماج مجموعة كبيرة من الفئات الهشة، مبرزا أن عدد المؤمنين اليوم والمشمولين من طرف المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر”، وطلاب التعليم العالي والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة والوالدين المباشرين، يعتبر مؤشرا قويا للسعي الجاد لوصول البلد للتغطية الصحية الشاملة في أفق 2030.
وتطرق المدير العام للصندوق الوطني للتأمين الصحي، لما شهده الصندوق الوطني من تحسينات كبيرة في سبيل تسهيل عمله وتقريب خدماته من المؤمنين بصفة سلسة تضمن السرعة والشفافية والدقة.
وبدره أكد الأمين العام للرابطة الدولية للتأمين الصحي، السبد مارسيلو آبي راميا كيتانو، في كلمة مسجلة له، على أهمية التأمين الصحي وتحسين جودة الخدمات الصحية، لافتا إلى أن هذا اللقاء سيتطرق للخطوط التوجيهية للمنظمة الدولية للتأمين الصحي والخطوط الإدارية المتعلقة بتوسيع نطاق التغطية الاجتماعية، إضافة لتعزيز الامتثال من أجل تغطية صحية شاملة.
وأوضح أن افتتاح هذا الملتقى الإقليمي في نواكشوط، يمثل فرصة ثمينة، باعتباره يتناول موضوعا جوهريا لمستقبل الحماية الاجتماعية في شمال إفريقيا المتمثل في توسيع نطاق تغطية الضمان الاجتماعي.
من جهته قال مدير الحكامة والعلاقات مع المناطق للمنظمة الدولية للتأمين الاجتماعي، السيد جينس شريمار، إن هذا الملتقى من شأنه أن يساهم في تعزيز وتطوير خبرات المشاركين من خلال تبادل المهارات والتجارب في هذا المجال.
وأضاف أن مكتب الارتباط بمنطقة شمال إفريقيا يلعب دورا أساسيا بوصفه منصة ديناميكية للحوار والتنسيق والدعم التقني بما يعزز التعاون بين دول المنطقة.
وسيتابع المشاركون في هذا الملتقى طيلة يومين كاملين عروضا فنية ومحاضرات يقدمها خبراء في المجال، تركز في مجملها على مجالات التأمين الصحي والتضامن الاجتماعي.

