أطلقت وزارة الزراعة والسيادة الغذائية عبر الشركة الوطنية للتنمية الريفية “صونادير” بالتعاون مع الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي للتنمية. الأيام التشاورية حول طرق تطوير سلسلة القيمة البستانية في ولاية اترارزة.
وتندرج هذه المبادرة في إطار تنفيذ سياسات وزارة الزراعة والسيادة الغذائية، الرامية إلى تطوير القطاع الزراعي وتعزيز إنتاجيته واستدامته، وجعله قادرا على خلق فرص العمل، ومساهمته في دعم الأمن الغذائي الوطني.
وأوضح وزير الزراعة والسيادة الغذائية السيد سيدي أحمد ولد أبوه، لدى اشرافه على افتتاح أعمال هذه الأيام، أن تنظيمها يعكس التزام موريتانيا وإسبانيا بتطوير تعاون تقني ومؤسسي طموح يهدف إلى تحديث شعبة زراعة الخضروات عبر الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى اسبانيا في مجال التقنيات الحديثة لإنشاء الخضروات.
ونبه إلى أن تنظيم هذه الأيام يأتي في سياق وطني يتميز بالرؤية الواضحة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يجعل من الزراعة رافعة أساسية لتحقيق السيادة الغذائية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وذكر بأن موريتانيا تمتلك مزايا كبيرة من بينها الإمكانات الزراعية المعتبرة للضفة اليمنى لنهر السنغال والديناميكية المتزايدة للمنتجين الزراعيين الخصوصيين في هذه المنطقة وما تعززه المشاريع الهيكلية المنجزة من طرف الدولة والمتمثلة في شق المحاور المائية وفك العزلة عن مناطق الإنتاج واستصلاح الأراضي وكهربة مناطق الإنتاج إضافة إلى السعي لوضع مخطط توجيهي للاستصلاحات الهيدروزراعية وإنجاز سوق للخضروات في العاصمة نواكشوط.
وأعرب عن امتنانه الخاص لسفير المملكة الاسبانية والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي للتنمية، مؤكدا أن مشاركتهم في نجاح هذا الأيام تنم عن إرادة مشتركة لبناء زراعة حديثة منتجة وقادرة على الصمود.
وكان سعادة سفير اسبانيا في بلادنا السيد بابلو باربارا غوميز القى كلمة أكد فيها أن موريتانيا تحظى بأولوية في العون الرسمي للتنمية في اسبانيا ويتدخل فيها التعاون الاسباني منذ ثلاثين سنة.
وقال إن الإطار التشاركي للبلد (2024 _2027) الموقع عام 2024 يلزم التعاون الاسباني على التركيز على أولويات التنمية التي حددتها موريتانيا والتي تنسجم مع استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك (2016_2030) والبرنامج الموسع لفخامة رئيس الجمهورية.
وأضاف أن اسبانيا ملتزمة باستثمار 60 مليون أورو في ظرف أربع سنوات في التعاون ذات الأولوية كدعم التنويع والتحول الاقتصادي خاصة في التنمية الريفية والسيادة الغذائية والمجتمع المدني.
وأشار إلى أن التعاون الاسباني يتدخل في القطاع الزراعي عبر دعم الأسر الزراعية والتعاونيات مهنيي القطاع، منبها إلى أن تنظيم هذه الأيام التشاورية الخاصة بتطوير البستنة على مستوى ولاية اترارزة يندرج في إطار هذه الديناميكية وسيسهم في تعزيز الشراكة بين البلدين.
ودعا المشاركين الى المساهمة الفعالة في إثراء هذه الأيام وجعلها فضاء للتبادل المفتوح والتفكير المجدي وخلق حلول عملية.
ويشارك في هذه الأيام مختلف الفاعلين الرئيسيين في سلسلة القيمة البستانية، ولا سيما المؤسسات العمومية، والشركاء الفنيون والماليون، والمنظمات المهنية الزراعية إضافة إلى الفاعلين الخصوصيين والخبراء الوطنيين والدوليين.
ويعكف المشاركون خلال هذه الأيام على مناقشة عرضين يتناول الأول مستوى تقدم المخطط التوجيهي لمنطقة الضفة، فيما يتعلق الثاني بمشروع القطب الزراعي بولاية اترارزة (سلسلة القيمة البستانية – تگنت) وعروض أخرى حول خصائص السوق البستانية الموريتانية؛ ومشروع سوق الخضروات بنواكشوط
ويتضمن برنامج هذه الأيام تنظيم طاولة مستديرة تتناول مواضيع تحليل القيود والإمكانات المتعلقة بالإنتاج لدى المنتجين الكبار؛ وتحليل القيود والإمكانات المتعلقة بالإنتاج لدى صغار المنتجين إلى جانب تحليل قيود وإمكانات تسويق المنتجات البستانية الموريتانية في الأسواق المحلية والأجنبية والابتكار التكنولوجي في البستنة (أنظمة ترشيد استهلاك المياه، وأنظمة ما بعد الحصاد والتحويل)، إضافة للتبادلات الزراعية-الغذائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
كما تتضمن الطاولة تحليل آفاق القطاع الزراعي من طرف وزارة الزراعة والسيادة الغذائية والشركة الوطنية للتنمية الريفية “صونادير”، وغرف التجارة والزراعة، والقطاع الخاص، والمنظمات المهنية الزراعية وأدوات وآليات التمويل الموجهة للقطاع البستاني.