.
تشهد نتائج الانتخابات في كل بقاع الدنيا على أن الناخبين في عواصم الدول هم أعصى الناخبين انقيادا لسلطان الدعاية، وبريق الحملة، وهم أكثر الناخبين تمردا على الأحزاب الحاكمة والأغلبية الرئاسية، إذ يندر أن تجد حزبا حاكما يتصدر قائمة الأحزاب المشاركة في انتخابات لدائرة عنوانها عاصمة سياسية.
حتى في سنوات بطاقات التعريف الصفراء، لم يحظ الحزب الحاكم في بلادنا بفوز مظفر، ولم يحلم رئيس بانتصار في العاصمة، فقد ظلت رهانات الرؤساء والأحزاب الحاكمة محصورة على التشكيلات الاجتماعية والخلفيات الجهوية قبل وبعد دستور 1991 !
يبدو أن انتخابات مايو 2023 رسمت منحى جديدا للرهان الانتخابي في البلد، وعكست مستوى تناغم المواطن مع الفعلين السياسي والتنفيذي اللذين انتهجهما فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني منذ انتخابه؛ تطبيع الحياة السياسية وتكريس دولة القانون، والانخراط في خدمة المواطن…
لقد استطاعت الأداة السياسية رغم التحديات التي ولدها جو التسامح أن تشير إلى توجه البوصلة السياسية، وإلى المسار العام الذي اختار الموريتانيون أن يسلكوه خلف برنامج رئيس الجمهورية مرجعية حزب الإنصاف.
الدرس الانتخابي يقدم عدة عبر سيستخلصها المهتمون والمتابعون، ويرفع في ذات الوقت راية تثمن الإنجازات وتزكى المسار، وهو في حقيقته درس يمهد للعبور الآمن إلى ما بعد رئاسيات 2024.